أصيب الشاب " ح " بمرض نفسي لم يبرأ منه حتى الآن. كان كلما صادف امرأة إلا ومدّ يده ولمسها بدون شعور. جرّت عليه هذه العادة مشاكل جمّة في حياته وفي علاقته مع الناس، لم يكن راض عن نفسه. كان يسلك الأزقة الخالية ويمشي دافنا رأسه بين كتفيه، ويلزم داره ساعات طوال من النهار. وإذا ضاق صدره، يخرج ليلا فيهاب السيوف التي تمزق العباد في الطرقات.
تعلم هذه العادة منذ صغره على سبيل البسط والمزاح. في الحومة، كان يقرص خدود الصغيرات، فيشتكينه لآبائهن فيحذرونه أو يضربونه.. استفحلت هذه العادة مع اشتداد عوده.. مرة لمس إحداهن في الشارع، صرخت فيه وضربته على رأسه بكعب حذائها الطويل فأغمي عليه، وانتهى إلى المستشفى. وعانى من الضربة الغائرة شهورا..
وكانت مشاكله تتعقد أكثر مع السفر.. في الحافلة يوما، جلس في المقعد الخلفي، مرت قربه سيدة بدينة، فلمس مؤخرتها. شاهده زوجها يفعل.. قبض على عنقه ورماه من الحافلة إلى الرصيف، وكاد يقتله لولا تدخل بعض المسافرين ونعتوه ب " البوهالي " حتى يكف عنه الزوج الهائج.
سجلت ضد الشاب " ح " عدة شكاوى.. في المخفر، أراد مفتش الشرطة النبيه التيقن من هذه العادة عند الشاب. وأثناء التحقيق معه، اتفق مع السكرتيرة على تمثيل دور صغير. نادى عليها.. دخلت غرفة التحقيق، ووقفت قرب الشاب موليته ظهرها. وبدن شعور مدّ " ح " يده ولمس مؤخرتها.